عندما تختلط بالناس وأمورهم اليومية بالكاد أن تلمس من واقعهم قصص وحكايات تظهر لك بعضها على أنها حقيقية وأخرى تشتم منها وحي الخيال, إلا أن ملامستك لأصحابها تجعلك ترسم لكل فصل من قصصهم حكاية جديدة, هذا المرة من خانيونس جنوب قطاع غزة امرأة فلسطينية كادت أن تفقد حياتها وهي في العقد 30 من عمرها بعد أن تدهورت حالتها الصحية إثر إصابتها بمرض, حيث تدخلت عناية الله لتعيش 25 عاما بعد عقدها الفائت بصحة جيدة وكأنها ولدت لتوها.
كدت أن أفقد حياتي
وحتى تكتمل القصة الإنسانية التقينا الحاجة سها 60 عاما والتي تسكن الجزء الغربي للمحافظة حيث استقبلتنا بحفاوة وقد بدء على جسدها علامات الكبر, هذه العلامات بالنسبة لها أمر طبيعي ولكن ما هو غير طبيعي قصتها مع مرضها الذي أقعدها الفراش لسنوات, بل وودعت أحبابها وأولادها وذويها عدة مرات قبل أن تدخل أقسام العمليات الجراحية أو لحظة شعورها أنها ستفارق الحياة, هذا الحياة التي خطت من جديد إليها كانت بقدر الله كما تقول الحاجة والتي بدأت تسرد التفاصيل.
تقول ولدت في مدينة خانيونس وبقيت فيها حتى فترة الزواج وبعد زواجي اصطحبني زوجي إلى دولة
الإمارات وبعد سنوات بدأت المعاناة أثناء فترة حملي بمحمد وهو الابن الأخير لي والذي يرافقني ويلازمني منذ ولادته, وحينها بدأت أعراض المرض تظهر علي وبدأ الإرهاق الشديد حيث ألزمني ذلك المكوث لساعات طويلة داخل أقسام المستشفيات ليكتشف الأطباء إصابتي بالتهابات في الكلى, ومن ثم أكدت الفحوصات إصابتي بفشل كلوي, وما أن سمعت الخبر حتى أثر ذلك على صحتي ونفسيتي وعلاقتي بأسرتي, وبدأ همي وهم من معي كيف أتخطى هذه المرحلة؟ لكن دون جدوى, وبدأت المعاناة تزداد يوميا حيث كنت أغسل داخل أقسام الكلى 3 أيام أسبوعيا وهذا أرهقني معنويا وبدأت أبحث عن حل لأنني بت غير مستحمل للمرض رغم ألهمني الله الصبر.
لم تكتمل فرحتي بكلية والدتي
وبعد تفكير جاد قررت أن أقوم بزرع كلية هي غير موجودة ولكن أهل الخير هم كثر والأهل والأحباب هم الأسرع لإنهاء معاناتي مع المرض وعلى رأس هؤلاء والدتي التي وهبت إحدى كليتيها لي ولكن للأسف!! كان هناك سببين لعدم اكتمال فرحتي بإنهاء مرضي, وكلما يخبرني الأطباء بأن هناك متبرع تكون هناك مشكلة لأمرين أما الأولى أن يرفض جسمي لفحوصات تركيب الكلية الجديدة نظرا لحجم جسدي الضعيف أو لأني كنت أصلي صلاة الاستخارة حيث بعد كل صلاة أصرخ وأقول لن اجري العملية .
وتواصل الحاجة سها حديثها حيث معاناتها بدأت تزداد وتقول فقدت الأمل رويدا رويدا وبدأت أفكر بزوجي وأولادي, وكيف سيكونون بعدي؟ دون أن أشعر أحد من حولي بتفكيري رغم علمي بما يفكرون به تجاهي.
أنا والباكستاني
أثناء مكوثي بأحد المستشفيات سمعت صوت إسعاف وصل المكان دون أن أعلم ما الأمر وتبين أن طفل سقط من على سطح منزله وانتهى الأمر عند ذلك, وبعد ساعات قليلة بدأت الأخبار تتوارد من داخل المستشفى الحكومي أن الطفل هو باكستاني يبلغ من العمر عامين حيث أعلن عن وفاته دماغيا, ومباشرة احتسب والده ذلك عند الله لأنه يؤمن بالقضاء والقدر.
وهنا بدأت القصة الحقيقية وبدأت معاناتي تتفكك حيث تبرع والد الطفل الباكستاني بكلية طفله دون أن يحدد الشخص المتبرع له وشرطه أن لا يذكر أسمه وأسم طفله لأنه وهب ذلك لله, وهنا بدأ الأطباء يجرون الفحوصات للمرضى عسى أن يجدوا الشخص المناسب لذلك لسبب وأحد فقط وهو أن كلية الطفل صغيرة جدا نظرا لصغر بنيته والشرط الرئيس لذلك أن يكون المريض المتبرع له قريب من العمر أو جسده صغير نسبيا لتناسب مع الكلية الجديدة.
وبالفعل تم إجراء الفحص الطبي لي وبعد صلاة الاستخارة بدأ الأطباء يتوافدون إلى غرفتي والكل مستبشر أن أكون أنا صاحب الحظ لكيلة الطفل وبالفعل نجحت الفحوصات, وتم إجراء علمية جراحية استغرقت وقت طويل, ووسط الدعاء والبكاء ووسط الموت الحقيقي الذي يطاردني أعلن عن نجاح العملية بنسبة عالية جدا أدهشت الأطباء وبعد انتهاء الفترة العلاجية قدمت عائلتي الشكر للمتبرع رغم عدم علمي وعلمهم به ودون أن أراه حيث بقى الشكر محفوظا داخل أسوار المستشفى.
ومن ذلك اليوم وأنا بحمد لله بصحة جيدة وكأني ولدت من جديد بفضل الله أولا وبفضل هذه الأسرة الباكستانية التي تبرعت بكلية طفلها رغم مصابها الجلل بوفاته, وبعدها وأنا أمارس حياتي العادية دون أي مرض بحمد لله, وأنا يوميا أصلي وادعوا الله أن يرحم تلك الأسرة وأن يخلفهم الأجر والصبر لأنني وكما ابتلاني الله بالمرض ونجحت إرادته بإزالته سيكون الأجر والنجاح لتلك العائلة.
ولدي محمد الحي يشبه الباكستاني المتوفى
وتكمل غادرت أنا وأسرتي دول الخليج قبل سنوات وها أنا أعيش في فلسطين وبالتحديد في خانيونس واحمل في جسدي كلية إنسان باكستاني لم تربطني به من قبل أي علاقة سوء الإنسانية, حيث منذ اللحظة التي زرعت لي الكلية بحجمها الصغير وهي تكبر معي بمرور العمر وكأني أحمل ذالك الطفل في بطني بل في قلبي وروحي, وهو في بالي بكل لحظة وكأنه هو الكلية وفي بعض الأحيان أشعر أنني اكلمه وكأنه احد أبنائي وأضع يدي على مكان كليتي وكأني أتلمس حنانه وعطفه, وبات محمد ابني الذي هو قريب من عمر ذالك الطفل المتوفى والمتبرع يصاحبني وكأني أرى فيه هو الشخص نفسه.
وهنا انتهت فصول القصة بهذا التقرير والذي من خلاله ودعنا الحاجة سها وودعنا روح الباكستاني الذي يعيش مجهولا في غزة بعد أن أمدا الحياة من جديد لإنسان كاد أن يفقد حياته, وودعنا محمد الطفل الشبيه بشقيقه في الإنسانية... وأنا صادقا إذا قلت لكم أن محمد وبهيئته البريئة وعند مشاهدتك له وللوهلة الأولى تشعر أنه شخص يشبه الهيئة الباكستانية في كل ملامح حياته وشكله الخارجي وحتى في لكنته ,, هو وكل أسرته ومحيطه يشعر بذلك فلا أدري هل هيا محض صدفة أم بالفعل تسجد الميت في الحي أو أن الإنسانية والقلوب الرحيمة هيا التي غلبت.
كدت أن أفقد حياتي
وحتى تكتمل القصة الإنسانية التقينا الحاجة سها 60 عاما والتي تسكن الجزء الغربي للمحافظة حيث استقبلتنا بحفاوة وقد بدء على جسدها علامات الكبر, هذه العلامات بالنسبة لها أمر طبيعي ولكن ما هو غير طبيعي قصتها مع مرضها الذي أقعدها الفراش لسنوات, بل وودعت أحبابها وأولادها وذويها عدة مرات قبل أن تدخل أقسام العمليات الجراحية أو لحظة شعورها أنها ستفارق الحياة, هذا الحياة التي خطت من جديد إليها كانت بقدر الله كما تقول الحاجة والتي بدأت تسرد التفاصيل.
تقول ولدت في مدينة خانيونس وبقيت فيها حتى فترة الزواج وبعد زواجي اصطحبني زوجي إلى دولة
الإمارات وبعد سنوات بدأت المعاناة أثناء فترة حملي بمحمد وهو الابن الأخير لي والذي يرافقني ويلازمني منذ ولادته, وحينها بدأت أعراض المرض تظهر علي وبدأ الإرهاق الشديد حيث ألزمني ذلك المكوث لساعات طويلة داخل أقسام المستشفيات ليكتشف الأطباء إصابتي بالتهابات في الكلى, ومن ثم أكدت الفحوصات إصابتي بفشل كلوي, وما أن سمعت الخبر حتى أثر ذلك على صحتي ونفسيتي وعلاقتي بأسرتي, وبدأ همي وهم من معي كيف أتخطى هذه المرحلة؟ لكن دون جدوى, وبدأت المعاناة تزداد يوميا حيث كنت أغسل داخل أقسام الكلى 3 أيام أسبوعيا وهذا أرهقني معنويا وبدأت أبحث عن حل لأنني بت غير مستحمل للمرض رغم ألهمني الله الصبر.
لم تكتمل فرحتي بكلية والدتي
وبعد تفكير جاد قررت أن أقوم بزرع كلية هي غير موجودة ولكن أهل الخير هم كثر والأهل والأحباب هم الأسرع لإنهاء معاناتي مع المرض وعلى رأس هؤلاء والدتي التي وهبت إحدى كليتيها لي ولكن للأسف!! كان هناك سببين لعدم اكتمال فرحتي بإنهاء مرضي, وكلما يخبرني الأطباء بأن هناك متبرع تكون هناك مشكلة لأمرين أما الأولى أن يرفض جسمي لفحوصات تركيب الكلية الجديدة نظرا لحجم جسدي الضعيف أو لأني كنت أصلي صلاة الاستخارة حيث بعد كل صلاة أصرخ وأقول لن اجري العملية .
وتواصل الحاجة سها حديثها حيث معاناتها بدأت تزداد وتقول فقدت الأمل رويدا رويدا وبدأت أفكر بزوجي وأولادي, وكيف سيكونون بعدي؟ دون أن أشعر أحد من حولي بتفكيري رغم علمي بما يفكرون به تجاهي.
أنا والباكستاني
أثناء مكوثي بأحد المستشفيات سمعت صوت إسعاف وصل المكان دون أن أعلم ما الأمر وتبين أن طفل سقط من على سطح منزله وانتهى الأمر عند ذلك, وبعد ساعات قليلة بدأت الأخبار تتوارد من داخل المستشفى الحكومي أن الطفل هو باكستاني يبلغ من العمر عامين حيث أعلن عن وفاته دماغيا, ومباشرة احتسب والده ذلك عند الله لأنه يؤمن بالقضاء والقدر.
وهنا بدأت القصة الحقيقية وبدأت معاناتي تتفكك حيث تبرع والد الطفل الباكستاني بكلية طفله دون أن يحدد الشخص المتبرع له وشرطه أن لا يذكر أسمه وأسم طفله لأنه وهب ذلك لله, وهنا بدأ الأطباء يجرون الفحوصات للمرضى عسى أن يجدوا الشخص المناسب لذلك لسبب وأحد فقط وهو أن كلية الطفل صغيرة جدا نظرا لصغر بنيته والشرط الرئيس لذلك أن يكون المريض المتبرع له قريب من العمر أو جسده صغير نسبيا لتناسب مع الكلية الجديدة.
وبالفعل تم إجراء الفحص الطبي لي وبعد صلاة الاستخارة بدأ الأطباء يتوافدون إلى غرفتي والكل مستبشر أن أكون أنا صاحب الحظ لكيلة الطفل وبالفعل نجحت الفحوصات, وتم إجراء علمية جراحية استغرقت وقت طويل, ووسط الدعاء والبكاء ووسط الموت الحقيقي الذي يطاردني أعلن عن نجاح العملية بنسبة عالية جدا أدهشت الأطباء وبعد انتهاء الفترة العلاجية قدمت عائلتي الشكر للمتبرع رغم عدم علمي وعلمهم به ودون أن أراه حيث بقى الشكر محفوظا داخل أسوار المستشفى.
ومن ذلك اليوم وأنا بحمد لله بصحة جيدة وكأني ولدت من جديد بفضل الله أولا وبفضل هذه الأسرة الباكستانية التي تبرعت بكلية طفلها رغم مصابها الجلل بوفاته, وبعدها وأنا أمارس حياتي العادية دون أي مرض بحمد لله, وأنا يوميا أصلي وادعوا الله أن يرحم تلك الأسرة وأن يخلفهم الأجر والصبر لأنني وكما ابتلاني الله بالمرض ونجحت إرادته بإزالته سيكون الأجر والنجاح لتلك العائلة.
ولدي محمد الحي يشبه الباكستاني المتوفى
وتكمل غادرت أنا وأسرتي دول الخليج قبل سنوات وها أنا أعيش في فلسطين وبالتحديد في خانيونس واحمل في جسدي كلية إنسان باكستاني لم تربطني به من قبل أي علاقة سوء الإنسانية, حيث منذ اللحظة التي زرعت لي الكلية بحجمها الصغير وهي تكبر معي بمرور العمر وكأني أحمل ذالك الطفل في بطني بل في قلبي وروحي, وهو في بالي بكل لحظة وكأنه هو الكلية وفي بعض الأحيان أشعر أنني اكلمه وكأنه احد أبنائي وأضع يدي على مكان كليتي وكأني أتلمس حنانه وعطفه, وبات محمد ابني الذي هو قريب من عمر ذالك الطفل المتوفى والمتبرع يصاحبني وكأني أرى فيه هو الشخص نفسه.
وهنا انتهت فصول القصة بهذا التقرير والذي من خلاله ودعنا الحاجة سها وودعنا روح الباكستاني الذي يعيش مجهولا في غزة بعد أن أمدا الحياة من جديد لإنسان كاد أن يفقد حياته, وودعنا محمد الطفل الشبيه بشقيقه في الإنسانية... وأنا صادقا إذا قلت لكم أن محمد وبهيئته البريئة وعند مشاهدتك له وللوهلة الأولى تشعر أنه شخص يشبه الهيئة الباكستانية في كل ملامح حياته وشكله الخارجي وحتى في لكنته ,, هو وكل أسرته ومحيطه يشعر بذلك فلا أدري هل هيا محض صدفة أم بالفعل تسجد الميت في الحي أو أن الإنسانية والقلوب الرحيمة هيا التي غلبت.
السبت أغسطس 13, 2011 6:08 am من طرف المدير العام
» يوم طبي مجاني لمشاكل السمع والأمراض الخاصة بالأذن
الأحد مايو 29, 2011 8:01 pm من طرف المدير العام
» جمعية الاتحاد للتنمية والخدمات العامة تنظم ورشة عمل بعنوان(الكشف المبكر عن سرطان الثدي)
الأربعاء مايو 25, 2011 7:28 pm من طرف المدير العام
» جمعية الاتحاد للتنمية والخدمات العامة برفح توزع شبكات ري للمزارعين في الشوكة
الأربعاء مايو 25, 2011 7:28 pm من طرف المدير العام
» عاجل : اعلان بخصوص مشروع تحسين مستوي معيشة المزارع الفلسطيني
الأربعاء مايو 25, 2011 7:28 pm من طرف المدير العام
» جمعية الاتحاد للتنمية والخدمات العامة تشرع بتنفيذ العديد من المشاريع التنموية المختلفة شرق رفح
الأربعاء مايو 25, 2011 7:27 pm من طرف المدير العام
» مظاهرات في لندن لوضع الحرمين تحت إمرة الأمم المتحدة
الثلاثاء مارس 29, 2011 11:24 am من طرف المدير العام
» برنامج Internet Download Manager 6.0 Beta + الباتش |شرح التسطيب
الإثنين مارس 21, 2011 6:02 am من طرف المدير العام
» تهنئة بمناسبة ذكرى المولد النبوي
الثلاثاء فبراير 15, 2011 4:17 pm من طرف المدير العام